الاثنين، 22 أبريل 2013

قد صار المكان يتأوه لفقدكم(خاطرة)ـ


 

 

اليوم مشيت كثيرا في شوارع و ازقة المدينة

ما عاينت الوقت

فلا أدري كم من الوقت مشيت

أذكر انني حين غادرت المنزل كانت المحلات مغلقة

السماء غافية

و أعمدة الضوء ما زالت مضيئة

رحت أمشي و أمشي و أمشي

لا أدري إلى أين؟

تسير بي قدماي في هذه الطرقات الموحشة

و كل شيء تافه بعدك

الحياة بلا حياة

الدنيا بلا دنيا

فلا شيء بعدك غير الضجر

و وهج الحنين و بعض الصور

و صوتك حين ينادي (صباحي)

يؤجج بالروح عشق السمر

و في القلب شوق يهد الحنايا

و روحيَ تشقى بذاك المقر

نقشتك نورا لدربي الحزين

و للعين أنت ضياء البصر

لا شيء بعدك

لا شيء

نعم لا شيء بعدك غير الضجر الذي يلف شوارع المدنية و يلفني

صوتك يأتيني من بعيد

صورتك و أنت تهمي للرحيل

تراك عيوني و انت تبعد في الظلام

عيوني الغارقات في الدموع

كم اخشى لو رآني أحد المارة

كثيرا ما احبسها تلك الدموع

كما حبستني في حبكَ

و كثيرا ما أمنعها

كما كنتُ أمنعني منك

كي لا اصير اسيرة حبك

لكن القدر كان اقوى من ارادتي

ففي كل لحظة و أخرى

اخرج من جيبي منديلا ورقيا لأمسح مدامعي

لكن وجعي؟

نعم وجعي، بماذا يا ترى امسحه؟

و من يطيبه غير منديل روحك

و شهد حضورك

فمن أين أأتي به؟

و من يسعفني غير رحيق همسك

أواه من هذا الوجع

و هذا الحزن

الحزن الذي كبرت مساحاته

يغلفني من كل صوب و جانب

ياااااه كم ان هذا الحزن ثقيل

كم هو كبير اكبر من هذه الدنيا

و كم أنا غريبة بعدك

و كم أحتاجك يا هناي

تبا لهذا الحزن ما اثقله

ما أتعبه

يا لتعاستي

و ضياعي

و حين دخلت المنزل

التمَ حولي كل من في الدار و بصوت و احد

(ها وين جنتي قلقنة عليج، و ليش عيونج حمر؟؟؟)

تبخرت الكلمات كل الكلمات

اختنقت حنجرتي

حتى الصمت تعثر في لغة صمتي

فما عدت اسمع شيئاً بعد ذلك

غير الضجيج و شفاه تتحرك

و نظرات غريبة

دون ان اصغي إليها

لأنني مشغولة بك

نظرت للوجوه و ما يخالج تلك العيون من قلق رهيب

جلست على الأرض و أنا ارتعش من البرد

ما شعرت بالبرد إلا هذه اللحظة

و شعرت كم انني متعبة من تعبي

دخلت الى غرفتي

كورت نفسي على نفسي

سمعتهم يقولون (خلوها تنام خطية تعبانة)ـ

لكنني كنت ابكيك و ابكيني

امد يدي في الفراغ كأنني أريد ضمك الى صدري

لأنساني فيكَ

ما اراني إلا و أنا أحضن الفراغ

و أحضنني

و أقبل يداي كما لو كان عطرك فيهما

أمرغهما على رأسي، صدري و كالمجنونة اقبلهما

اشمك من خلالهما

و أبكي فقدك المبرح

تعال لأنسى بكَ الدنيا

و تبرى كل آلامي

يا كل أحبابي

قد صار المكان يتأوه لفقدكم

 

 
 

Mercredi 24 octobre 2012
سأكتبك حتى ينفذ مداد روحي
ما زال المكان يتنفس بكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق