اليوم مشيت
كثيرا في شوارع و ازقة المدينة
ما عاينت
الوقت
فلا أدري كم
من الوقت مشيت
أذكر انني
حين غادرت المنزل كانت المحلات مغلقة
السماء غافية
و أعمدة
الضوء ما زالت مضيئة
رحت أمشي و
أمشي و أمشي
لا أدري إلى
أين؟
تسير بي
قدماي في هذه الطرقات الموحشة
و كل شيء
تافه بعدك
الحياة بلا
حياة
الدنيا بلا
دنيا
فلا شيء بعدك
غير الضجر
و وهج الحنين
و بعض الصور
و صوتك حين
ينادي (صباحي)
يؤجج بالروح
عشق السمر
و في القلب
شوق يهد الحنايا
و روحيَ تشقى
بذاك المقر
نقشتك نورا
لدربي الحزين
و للعين أنت
ضياء البصر
لا شيء بعدك
لا شيء
نعم لا شيء
بعدك غير الضجر الذي يلف شوارع المدنية و يلفني
صوتك يأتيني
من بعيد
صورتك و أنت
تهمي للرحيل
تراك عيوني و
انت تبعد في الظلام
عيوني
الغارقات في الدموع
كم اخشى لو رآني
أحد المارة
كثيرا ما
احبسها تلك الدموع
كما حبستني
في حبكَ
و كثيرا ما
أمنعها
كما كنتُ
أمنعني منك
كي لا اصير
اسيرة حبك
لكن القدر
كان اقوى من ارادتي
ففي كل لحظة
و أخرى
اخرج من جيبي
منديلا ورقيا لأمسح مدامعي
لكن وجعي؟
نعم وجعي،
بماذا يا ترى امسحه؟
و من يطيبه
غير منديل روحك
و شهد حضورك
فمن أين أأتي
به؟
و من يسعفني
غير رحيق همسك
أواه من هذا
الوجع
و هذا الحزن
الحزن الذي
كبرت مساحاته
يغلفني من كل
صوب و جانب
ياااااه كم
ان هذا الحزن ثقيل
كم هو كبير
اكبر من هذه الدنيا
و كم أنا
غريبة بعدك
و كم أحتاجك
يا هناي
تبا لهذا
الحزن ما اثقله
ما أتعبه
يا لتعاستي
و ضياعي
و حين دخلت
المنزل
التمَ حولي
كل من في الدار و بصوت و احد
(ها وين جنتي
قلقنة عليج، و ليش عيونج حمر؟؟؟)
تبخرت
الكلمات كل الكلمات
اختنقت
حنجرتي
حتى الصمت
تعثر في لغة صمتي
فما عدت اسمع
شيئاً بعد ذلك
غير الضجيج و
شفاه تتحرك
و نظرات
غريبة
دون ان اصغي
إليها
لأنني مشغولة
بك
نظرت للوجوه
و ما يخالج تلك العيون من قلق رهيب
جلست على
الأرض و أنا ارتعش من البرد
ما شعرت
بالبرد إلا هذه اللحظة
و شعرت كم
انني متعبة من تعبي
دخلت الى
غرفتي
كورت نفسي
على نفسي
سمعتهم
يقولون (خلوها تنام خطية تعبانة)ـ
لكنني كنت
ابكيك و ابكيني
امد يدي في
الفراغ كأنني أريد ضمك الى صدري
لأنساني فيكَ
ما اراني إلا
و أنا أحضن الفراغ
و أحضنني
و أقبل يداي
كما لو كان عطرك فيهما
أمرغهما على
رأسي، صدري و كالمجنونة اقبلهما
اشمك من
خلالهما
و أبكي فقدك
المبرح
تعال لأنسى
بكَ الدنيا
و تبرى كل
آلامي
يا كل أحبابي
قد صار
المكان يتأوه لفقدكم
Mercredi 24
octobre 2012
سأكتبك حتى ينفذ مداد روحي
ما زال المكان يتنفس بكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق