الأحد، 10 أبريل 2016

بغداد




صبت رياح الحزن في أعتابي

فتهيّجت من عصفها أعصابي

...

و أصابع الأشجان تخطف أنجما

سهروا على همساتِها أحبابي

...

 مالي سبيلٌ غير قافيتي بها

أشكو إليكم وحشة الأسبابِ

...

 فيسير حرفيَ وفق أخيلتي لكم

معشوشبا ً بالحزن بالأوصاب ِ

...

ما عاد لي شيءٌ سوى ألم النوى

و الليل تشرب حزنه أكوابي

...

هاتي يديكِ و املئي كأسي جوىً

ليلـذ عيشيَ أو يطيب شرابي

...

1ـ (بغداد عشتُ الحزنَ في ألوانه

لكن حزنكِ لم يكن بحسابي)ـ

...

ما سارت الأنغام بين قصائدي

إلا و كنت ِ رفيقة لكتابي

...

تسعى غبار البغي تخطف ذا الشذا

لكن عطركِ فوق كل سحاب ِ

...

قمرا رأيتكِ و النجوم لآلئ ٌ

منك احتفائي و اليباب يبابي

...

رصفوا جمال الكون ِ في وصف الحِمى

لكن حسنك خارق الأعجابِ

...

يا أرض ميلادي و مهد طفولتي

و خضائل* الأحزان عند شبابي

...

هاتي كفوفك و احملي عهد الهوى

و أعيدي لي مجدا يلم إيابي

...

ما لي سوى دمعٍ و نبض مشاعري

و حروفيَ الخضراء عند غيابي

...

عزفت على أوتارها شمسُ الضحى

و الليل يجلسُ عازفا بربابي

...

لا تعجبي لو جاء لحنيّ عاتبا ً

هذا حنينٌ طاف فيه عتابي

...

فالشوق يبعث للنخيل ِ حكاية ً

دارت على ميلادها اتعابي

...

و يترجمُ الحبرُ الشجيُّ ملامحي

و تفسرُ الأوراقُ ما أودى بي

...

تبقين يا بغدادُ نجما لامعا

لا تطفئُ الأشجانُ نجمَ رحابي

...

تبقين للأكوان ِ وحدكِ منهلا

تُثري بها الأفكار للكتّابِ

...

اني احبكَ يا عراقيَ و الرؤى

تشتاق ضميَ في نقيّ ترابي

...

بدد جراحك والتحفْ أملا هنا

ستعود شمس الصبح يا أصحابي

 .

.

.

1ـ هذا البيت جاء ردا على بيت الشاعر نزار قباني و الذي يقول فيه("بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك، لم يكن بحسابي) و منها انطلقت مشاعري  نحو عراقي الحبيب في هذه القصيدة

lundi 5 octobre 2015 التي كتبتها في تاريخ

و أرجو أن تنال رضاكم



*الخضائل: جمع خضيلة و الخضيلة روضة ندية





صباح الحكيم/عراقية