أبتدي مما يقال..
كان.. كم كان و كان
من حكاياهم سنأتي
من حكاياتِ الزمان
قصتي: ليست عجيبة
لا ولا أصلاً غريبة
اسمعوها يا كرامْ
و اعرفوا أصل الكلام
...
ملكٌ عاش بدينا
مثلما كل الأوان
يرتدي أرقى الثياب
ناسيا معنى العذاب
يتمشى في المدينة
بين أحلام حزينة
همهُ حسن الكلام
و انبهار الناظرات
هكذا، طول النهار
ذات يومٍ
كان مهموماً حزيناً
صاح، هيا يا وزير
إمضِ للسوق الكبير
أخبر الناس بما قلبي يريد
قد مللت من ثيابي
كلها لا شيء عندي
لا تليق بمقامي
...
راح مولانا يسير
و مضى بين المسير
معلنا قول الأمير
بعدها
صار ينادي
اسمعوني يا جماعة
رؤيتي، حتما مطاعة
نفذوها
ستنالون الشفاعة
.......
قالوا: ما نوع الأوامر؟
هاتها بالله هاتِ
علها تشفي الغليل
ننتشي بين الغواني
نرتقي بعد الحصير
...
قال: مولانا يريد
بدلة جدا عجيبة
تمتطي ذكرى الزمان
مَنْ سيأتينا سراعا؟
كي ينال ما ينال
سيدي جداً كريمٌ
عندما يحظى المنال
...
فتأنى .. و تمنى..
و الصدى مَلَكَ المكان
...
بعد ساعاتٍ طوال
و هو يختتمُ المقالْ
هزّنا صوتٌ و قال
...
إنني أعرف شخصا
صانعاً أحلى الثياب
هو في حيّ الأمان
قد أتى من (اصفهان)
...
فرح الشيخ الوزيرْ
خاطب الجمع الغفيرْ
قائلاً هيا لنمضي
دلني بيت الأمير
...
قال: لا لا
إنه جداً فقير
و له عقلٌ كبير
........
بعدما جاءوا به للقصر جاءوا
عرضوا الأمر عليه ثم مالوا
قال: إني لست أبغي..
غير أيام كثيرة
ليس يعني.. إن مشت جنبي أميرة
بين ساعات و أخرى
بكرة صبحا.. ظهيرة
عندها تزدان افكاري الصغيرة
فأخيط و أخيط بدلة جدا جميلة
هيئوا كل الوسائل
نفذوا كل الأوامرْ
إنني و الله حاضر
أمهلوني
و انظروا مني البشائرْ
........
مرت الأيام تجري
لا نرى ثوبا و لا حتى خيوطا
هاجسٌ أدمى الوزير
قال في همس خَفيف
ماذا حلَ بالثيابْ؟
سيدي أعيى و ذاب
قال: لا لا لن أطيل
ما بقى إلا القليل
ها هو الثوب أمامك
بالزخارف و اللآلئ
و الرسومات التي قد زينتها
لن ترى في العالم الممتد من ثوب يضاهيها
و لن تلقى البديل
..
قال: إني لا أراها
لا أرى شيئا بتاتا
قال: ماذا؟
ها هو الداءُ الخطير
...
مرت الأيام.. جاءت
و أتى يوم المسير
يخرج السلطان بالثوب الموشى و الجديد
و أتى الخلق جميعا
قائليـــن
يا لهُ ثوباً جميلاً رائعاً
يا لهُ سحراً عجيباً ممتعاً
انه فنٌ عجيب
ما رأت فينا العيون...
مثل هذا من جمال
في الحقيقة و الخيالْ
...
فجأة في الجمع، تعلو بعض ضحكات صغيرة
قهقهات في الهواء
سكت الناس جميعا في توان.. و ذهول
سمعوا طفلا ينادي
انظروا: الحاكم عار
انظروا: الحاكم عار
lundi 24 décembre 2007
ألواح اغترابيصباح الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق