كانَت الدُنيا غيوما ً
و أنا كُلي هموم
فـَــدَنوت
نَــحوَ
شباكيَ أرنو في السما
ما وجدتُ
غَير
أكوام من السحبِ تُغطي
أثر الضوء الذي كان شغوفا ً لِـجراحي
فانبرى خلف دهاليز الظلام
...
و بقيت
هكذا
وحدي على شرفات قلبي
تضرب الأوتار سكرا من عذابي
شاديا ً، لحن فؤادي فوقَ أمواج السكون
و الأسى فيض عيوني
لا تلمني يا صديقي
فأنا وَهمٌ أغني
رغم أحزاني الغزيرة
سَوف أشدو ثم أشدو و أدور
في رحى كف القدر
أوقظ الأطيار كي يطرب حزني في السحر
يرعش الظل بأضواء القمر
في ليالينا العَقيمة
...
أنا كالناي الذي لا يُفنى فَني
شاديا ً للناس لـَـحني
إنما القلب حَزين
و إذا ما البدر يدنو
يسكب
النور على متن المسا
باسم الثغر حنونا ً
قال في صوت شجيٍ و رجاء
كلمة هزت كياني
فانبرى الحزن بعيدا ً
و نسينا الوقت حتى
أقبل الفجرُ علينا
و أناشيد الطيور
قد ملأنا الصمت أنغام النهار
و فرشنا الليل أحلام الصغار
كفراشات لعوب
ساريَ اللحن عذوب
و بنينا الأفق بالحب ِ الطهور
فتغنى الروض معْنا
و رمينا الحزن جنبا
و تعانقنا على همس القلوب
إنها ليلة عمرٍ عبرت مثل السحاب
خطفت أوتار قلبي
أضرمت أشواق صدري
طعمها بين شفاهي
شهدها ملء فؤادي
أرقب العمر على الشباك وحدي
حاملا في مقلتيَ
أمل الدنيا على همس الشموع
و أغني في ابتهالات الدموع
...
حين أخلو في دروب الذكريات
ألمح الدرب أرى النور الذي
شق الدياجي ذات يوم
في مسافات اغترابي
توقد الذكرى فأحنو للقاء
آهِ كم أخشى الفراق
بعدما أوقد نبراس الأماني في طريقي
هل سيزهو من جديد
أم سأمضي في متاهات الحيارى
تأكل الأشواق صدري
ثم أذوي في دروب الانتظار
؟
حنين/صباح الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق